شبكة الحدباء الاخبارية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار مدينة الموصل من اختصاصنا
 
الرئيسيةالعامةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السنة يدفعون ثمن الوطنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو عوف




عدد المساهمات : 173
تاريخ التسجيل : 01/01/2010

السنة يدفعون ثمن الوطنية Empty
مُساهمةموضوع: السنة يدفعون ثمن الوطنية   السنة يدفعون ثمن الوطنية Icon_minitime1الأحد سبتمبر 11, 2011 8:05 pm

أنا طائفي... هل من ممانع؟

عبد الله الدليمي::

التنوع... سلاح ذو حدين:
التنوع العرقي والديني والطائفي ميزة أغلب بلدان العالم. وهي حقيقة لا يمكن التغاضي عنها أو القفز عليها. ولكي يتم التعايش بين الفئات المتنوعة في بلد ما، فلا بد من ارتباطها بروابط وطنية أهمها الانتماء والولاء للوطن وما يقتضيانه من حقوق. وفي التنوع إثراء لحضارة البلد وتراثه وثقافته إن كان منضبطا بضوابط الوطنية ومنضويا تحت راية الوطن انضواءا حقيقيا للحيلولة دون تحوله الى كابوس (بالنسبة للبلاد الإسلامية، يجب أن لا تكون الوطنية فوق الدين بأي حال من الأحوال). أما طغيان المصالح الطائفية والعرقية والفئوية على المصلحة الوطنية، فهو إيذان بنهاية التعايش السلمي وبداية تصدع الأمن الوطني.

والعراق من أوضح الأمثلة على هذا التنوع الذي يسميه البعض بالموزائيك "أو الفسيفساء" التي تعني الزخرفة الجدارية ذات الألوان والأشكال المتعددة (يونانية الأصل). فقد عاش العراقيون بجميع أديانهم وطوائفهم وعرقياتهم بشيء من الوئام (ولو ظاهرا على الأقل) خاصة بعد ولادة الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 وتعاقب الحكومات الوطنية التي ركزت على الروابط الوطنية بعين وأغمضت الأخرى عن تراكمات قومية وطائفية تبلورت ألغاما على أرض الرافدين.

الوطنية: جنح ظلام تمدد الصفويون تحته
فمن خلال عزف الحكومات العراقية على وتر الوطنية وتضخيم هالتها التي أعمت عينها عن تغلغل الشعوبية تحت غطاء "موالاة أهل البيت"، أخذ التشيع باجتياح مدن العراق برعاية ودعم إيراني. وهكذا تشيع الجنوب العراقي بعد أن كان سنيا قبل ثلاثة قرون أو أقل. وبسبب الميول القومية لحزب البعث الذي حدد هويته "العروبية" واختار لفظ "العربي" كأحدى مفردات عنوانه على حساب الهوية الإسلامية، شعر الأكراد بتهميش قوميتهم (رغم أنهم قد نالوا من الحقوق – كالحكم الذاتي وغيره- ما لم ينله بنو جلدتهم في البلاد المجاورة). أما السنة فهم المتضرر الأكبر من نهج الحكومات التي حسبت عليهم. فقد كانت تحارب أي جهد دعوي لأهل السنة وتضيق على الدعاة الربانيين، والتهمة كانت جاهزة... " الانتماء للإخوان المسلمين" الذين كانت تحاربهم كما تحارب "حزب الدعوة" العميل لإيران. وهكذا اضمحل الدور الدعوي للسنة مقابل تغول الشيعة وتمددهم الجرثومي حتى بلغت نسبتهم ما يقارب نسبتنا، باستثناء الأكراد.

وإبان الغزو الأمريكي عام 2003، انتهت سلسلة الحكومات (المحسوبة علينا- أهل السنة، رغم أننا أكثر المتضررين منها) والتي أهلكتنا وطنيةً جوفاءَ لم يجنِ العراق منها سوى تراكمات وألغام موقوتة تنتظر وقت انفجارها. وبسقوط نظام صدام حسين رفع الغطاء الحديدي الصلد الذي كان يلجم النوايا الطائفية والقومية المعادية للعراق وأهله، وها هي الأحزاب الشيعية والكردية اليوم تتفنن في تنفيذ المؤامرات الخيانية التي كانوا يحلمون بقطف ثمارها الخسيسة منذ كانوا يمارسونها على استحياء وتخوف أيام النظام السابق وما قبله.

السنة يدفعون ثمن الوطنية:
العراق اليوم فريسة يتقاسمها الإحتلالان الأمريكي والإيراني عن طريق أذنابهما من الأحزاب والشخصيات الشيعية والكردية المتسلطة على رقاب العراقيين. أما السنة، وهم المكون الأصيل والباني والحامي للعراق وأهله، فليس لهم سوى الإبادة والتهميش والإقصاء المادي والمعنوي، كل ذلك على أسس طائفية مقيتة لا يتواني الشيعة في تأجيجها باستمرار ولا يجدون غضاضة في البوح بها دون خجل. وكل متابع منصف لمجريات الأحداث في العراق، يدرك بأن الطائفية شيعية المولد والنشأة والتغذية، وهي اليوم تكشر عن أنيابها الدموية لتفتك بنا بوسائل يتورع اليهود عن اتباعها. فماذا عسانا أن نفعل؟

وأود هنا أن أهمس في أذن المتحذلقين من أهل السنة التي يعشقون ترديد عبارات مثل "الفسيفساء والموازائيك وألوان الطيف العراقي"، الخ، للإيحاء للآخرين بتجانس فئات الشعب العراقي وجمال "ألوان طيفه"، قائلا: إن ألوان الطيف المتنوعة، وأشكال الفسيفساء المختلفة لا يستأصل بعضها بعضا، ولا يغدر بعضها ببعض، ولا يعيش بعضها على دم البعض، ولذلك فهي جميلة تسر الناظرين. أما "فسيفساء" العراق فهي في الحقيقة سلة قدر لها أن تضم الدر والبعر معا، والأترج والحنظل سوية. فلا تخلطوا بينهما خلطا قسريا، فشتان بين ما تخلطون.. أفلا تعقلون؟

الطائفية: حلال لهم حرام علينا:
الغريب أن أهل السنة، رغم الاستهداف الطائفي الواضح ضدهم، لم تصدر منهم ردة فعل طائفية رغم أن لهم ذلك شرعا ومنطقا وعرفا وبدلا من أن يتخذ السنة موقفا مماثلا ويقابلوا الطائفية بمثلها عملا بمبدأ (العين بالعين والسن بالسن)، نرى الكثير من أهل السنة – من النخب وغيرها- يستهجنون أي قول أو فعل – أو بالأحرى ردة قول أو ردة فعل – يصدر منا لجلب نفع أو دفع ضر. بل منهم من يستنكف من توصيفهم كسنة لأن في ذلك "خدشا لوطنيتهم المرهفة".

وقد برزت هذه النزعة الوطنية السلبية ذات الطرف الواحد بشكل أوضح هذه الأيام، بعد أن بدأت بعض الشخصيات السياسية والعشائرية السنية تنادي بتشكيل إقليم لأهل السنة أو إقليم الأنبار. فقد انبرى لنا من يعترض على هذه المطالب - التي هي اضطرار لا اختيار في ظل المعاناة المرة التي نعيشها بسبب الحكومة الطائفية التي فاقت كل تصور في فسادها وإجرامها. ولو كان المعارضون أناسا عاديين من ساسة وغيرهم لهان الخطب، لكن المصيبة أن من بينهم شخصيات "دينية" أقحمت الدين والأحكام الشرعية في أمور سياسية بشكل مغلوط أساء للدين والسياسة معا. فالمتتبع لطروحات هيئة علماء المسلمين مثلا (وبعض المعممين المروجين لها والمفتين نيابة عنها)، يرى مدى الخلط والتخبط والتعسف في فهم النصوص الشرعية وإنزالها على واقعنا بشكل خاطئ سيدفع أهل السنة عقيدتهم ودماءهم ثمنا باهضاً له. ومن يقرأ فتوى تحريم "التقسيم بعنوان الفدرالية" سيدرك بجلاء أن المفتي لا يفقه معنى "الفدرالية" أصلا ويحسبها تقسيما وما هي بتقسيم.

والسبب الذي يدفع هؤلاء لمعارضة تطبيق الفدرالية - التي فهموها خطأ على أنها تقسيم - هو تشبثهم بالأرض والحدود الجغرافية، متجاهلين عقيدتنا التي يتم استهدافها بشراسة من قبل التشيع، وأرواحنا التي تزهق ليل نهار. فأيهما أولى يا مدعي العلم الشرعي: التراب أم ديننا ودماؤنا؟ ما هذا الفهم الذي يقلب حقائق الدين والدنيا، التي من ضمنها أن الله خلق الأرض وما عليها من أجل الإنسان وليس العكس؟

تقسيم التراب ولا قطع الرقاب:
وعلى فرض أن الفدرالية (التي تعني الحكم اللامركزي أو اللامركزية السياسية والإدارية) تعني التقسيم، فأيهما أهون: تقسيم التراب أم تقسيم ديننا إلى متعة وخمس وتقية؟ أيهما أخطر.. تقسيم الأرض والنأي عن أعداء الله وأعدائنا أم تقسيم جثثنا الى أجساد ورؤوس؟

أين أنتم من قوله تعالى:
"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا." (النساء : 97)؟ .......... وقوله تعالى:

" وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً" (النساء: 140)؟

وأين أنتم من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه الذين تركوا مكة بما فيها من أملاكهم لكفار قريش، فرارا بدينهم؟ ألم يتخذوا من المدينة موطنا لهم لينطلقوا منها بعد حينٍ فاتحين لمكة وغيرها من البلدان؟

هل تريدون لنا استضعافا أكثر مما نحن عليه اليوم؟ هل تنتظرون أن ننسلخ من عقيدتنا وندفع مزيدا من أرواحنا وأعراضنا وكرامتنا من أجل "وطن" ليس لنا فيه ناقة ولا جمل؟ الفدرالية هي هجرة لكنها ليست من البلد وإنما إليه. وهي وسيلة للإفلات من جور الظالمين ولو جزئيا، وإلا فهل لديكم من حل بديل؟

طائفية؟... فلتكن، ومرحبا بها:
وسؤالي للذين يصفون مطالباتنا بالإنتصاف من ظالمينا من الشيعة بالطائفية: أيهما أكبر... الطائفية المضادة أم مقاتلة الصائل وإن كان مسلما؟ أليس من حق المسلم مواجهة من يريد قتله بسيف أو غيره حتى لو كان مسلما؟ وهل يصح أن نسمي المدافع في هذه الحالة قاتلا؟ وإن كان كذلك، فهل هو قاتلٌ ظلما أم دفاعا عن النفس؟

إن مقابلة الطائفية بمثلها (والتي هي حق لا غبار فيه) ليست مثلبة أو سلبية تستدعي تجنبها، وإنما هي وسيلة للتوازن ومعادلة الكفة، وهي أدعى لحقن الدماء وأقرب إلى الأمن من التفرج عليها و"الترفع" عنها بحجج واهية. وأقولها صريحة: إن كان الدفاع عن الدين والدم والعرض ضد الطائفيين طائفية، فليشهد الثقلان أني زعيم كتائب الطائفيين، والناطق باسمهم، وخادمهم في نفس الوقت. فنعمت الطائفية هذه، ومرحبا بها، ولا مرحبا بالمتخاذلين المخذلين وعن الحقيقة غافلين.

وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم

أيلول 2011
منقوووووووووول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السنة يدفعون ثمن الوطنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الحدباء الاخبارية :: أقسام الشبكة :: مـــشــــاركــــات الاعــــضــــاء-
انتقل الى: