دشنت عصابات البشمركة واتباعها في الموصل المرحلة الثانية من عملياتها المستمرة في اطار سعيها الحثيث للسيطرة على المدينة , وبعد تجريد الناس من السلاح , اصبح واضحا ان صبر الاكراد قد نفذ وهم يستعدون لقطف ثمار السمسرة والعمالة لاسيادهم المحتلين, والهدف هذه المرة هم المسيحيون , اذ شهدت الموصل عمليات اغتيال لابناء الديانة المسيحية بهدف نشر الخوف والذعر فيهم واخراجهم من مركز المدينة وعزل قراهم ومناطقهم واجبارهم على الانضمام الى اقليم كردستان , وتأتي هذه التطورات في خضم الحملة الكبيرة ضد الموصل , وتنفيذا لأتفاقيات تم توقيعها بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي وجبهته وبمباركة من القيادات الامريكية , استهداف النخب الخيرة من ابناء الموصل وكل من يرفض الاحتلال بالاضافة الى محاولة احداث( تغيير ديموغرافي) وزرع التفرقة وعزل بعض المناطق , بالاضافة الى القتل والمداهمات والاعتقالات وسياسة تكميم الأفواه , كان كل ذلك السمات الأبرز لهذه العمليات ..
الا ان اهل الموصل ادركوا الامر وكانوا السباقين الى كشف مخططاتهم في عدة مواقف مهمة , وقد سارعت كل فصائل المجاهدين في الموصل بأصدار البيانات التي تتبرأ فيها من عمليات التصفية للمسيحيين , واوضحت البيانات ان اهداف البشمركة تتمثل في تشويه سمعة المجاهدين , بالاضافة الى عزل مناطق قرقوش وبرطلة وغيرها تمهيدا لضمها الى كردستان , وتحفظ المجاهدون على دلائل ووثائق تؤكد ضلوع البيشمركة في هذه الاعمال , وكان فصيل (انصار الاسلام) قد ذكر في بيان احد عملياته في وقت سابق, انه وبعد رصد ومتابعة دقيقة استهدافه سيارة مدنية تابعة للبيشمركة بعبوة ناسفة انفجرت عليها عند بوابة مقر الفرقة الثانية في حي التأميم, وهي تهم بالخروج لتنفيذ عملياتها , وتعد مقرات البشمركة الملاذ الامن للمليشيات والسراق وعصابات الخطف , وقد كان تنظيم الدولة الاسلامية براءته من هذه الاعمال واتهم قوات البيشمركة واعوانهم بالسعي الى عزل مناطق عديدة عن مركز المدينة لضمها الى اقليم كردستان, وكذلك السعي لقطع ارزاق الناس والتضييق عليهم بشتى الطرق , ويمكن ببساطة ان يلاحظ من يشاهد خريطة (دولة كردستان الكبرى ) الدولة الحلم للاحزاب الكردية - ان نصف الموصل تقريبا تدخل في الخارطة!!!...
ولكن هل سيقبل ابناء الموصل الغيارى بهذه الخارطة؟؟..