هذه العبارات تظهر على لافتات معلقة وملصقات ومواكب عزاء وفي كتب وأدبيات ومواقع نت وفضائيات تدعي الانتماء الى الحسين (رض)..!
ولنا أن نتساءل ما هو ومن هو المقصود بهذه الشعارات التي تحمل في طياتها نزعة الانتقام؟ من هم القادمون لـ (الثأر)؟ ومن هم يا ترى (أتباع) الأمة التي قتلت الامام الحسين من الأولين والآخرين؟ أهم سنة العراق، والذين يحلو لبعض معممي السواد اطلاق اسم (النواصب) عليهم! وحكم الناصبي في كتب وفتاوى معممي مذهب آل البيت هو (القتل)..!
ان استغلال ذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين رضي الله عنه ذريعة لاستهداف وإقصاء والتنكيل بأهل السنة في العراق وغيره من الدول ، بزعم أنهم أتباع الأمة التي قتلت الامام الحسين، هي استهزاء بهذه الواقعة الأليمة، بل هي جريمة ترتكب تحت اسم شيعة آل البيت .
وكيف يا ترى أصبحت الملايين السنية في العراق، في نظر القائمين على ترويج ونشر هذه الشعارات، مسؤولة عن جريمة ارتكبت قبل أكثر من ألف عام؟ وكيف انتسب سنة العراق بمجرد ولادتهم لأبويين سنة الى بني أمية؟ أهي (الخطيئة الأزلية) التي سيولد عليها كل سني حتى يوم القيامة، الا أن (يتوب) عن جريمة أجداده ويعلن تشيعه ؟
أيعقل هذا الهراء في القرن الواحد والعشرين؟ بل وينشر ويروج بأحدث وسائل الطباعة وتقنيات الانترنت والفضائيات؟
وكيف سيثأر رافعوا هذه الشعارات ممن قتلوا الامام الحسين ياترى؟ بنبش قبور بني أمية مثلا؟ أم بالانخراط في فيلق غدر وجيش الدجال وقتل السنة على الهوية؟ وهو ما كان يجري بشكل يومي في عراق (التحرير) على اية حال.. أم بالعمالة لكل محتل وكافر لأجل إقصاء وتهميش وتهجير (ذرية) من قتلوا الحسين؟
ماذا سنفهم من شعار كهذا سوى اعلان حرب طائفية باسم (الثأر) لمقتل الامام الحسين! وهل نحن في كل عام على موعد عاشوري لتأجيج عواطف البسطاء وشحنها بحقد تاريخي فارسي دفين لتكون مستعدة دوما أن تتحول في لحظات الى أداة وقتل وتدمير وخراب بيد قادة فرق الموت؟
ان مواقع وكتب وفضائيات كهذه تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن الهاب مشاعر البسطاء وتنمية مشاعر العداء صوب اخوانهم في الدين وأشقاؤهم في الوطن، وندعوها بدلا من ذلك لأن تحترم ذكرى عاشوراء، وتقدس الدماء الطاهرة التي سقطت دفاعا عن الحق وانكارا للظلم .
الثلاثاء يناير 25, 2011 4:20 pm